5. كيف ستعبّر عن الرسالة؟تحديد الصيغة الأفضل
لا يخفى عليك أنّ طريقة عرضك لمحتوى رسالتك يخلّف، غالباً، تأثيراً كبيراً على كيفية تلقيها وتذكّرها، وهو تأثيرٌ لا يقلّ أهمية عن المحتوى نفسه. فالرسالة الجيدة الإعداد وذات الشكل المميّز ستعلق في أذهان الجمهور لوقت أطول من الرسالة المملة وغير الجذابة. لذا، إن تخصيص وقت للتفكير في أفضل طريقة لعرض رسالتك وقصتك ليستحق العناء، تبعاً لنوع المعلومات التي تحاول نقلها وطريقة استعداد جمهورك لاستيعابها.
المحتوى الخطي
غالباً ما يكون النص المكتوب الطريقة المفضّلة لنقل المعلومات. فهو يمنح الكاتب قدرةً كبيرةً على التحكّم بالمنتوج النهائي ويضمن أن تكون الرسالة واضحة وبارزة.
من الطرق الشائعة لكتابة المعلومات والملاحظات ونقلها النشرات الصحفية، والتقارير الخطية، ورسائل البريد الإلكتروني، والتدوينات الإلكترونية. لكن من أبرز مساوئ أشكال الاتصال هذه أنها قد تكون طويلة جداً ولا تحثّ على التفاعل. فتقرير خطي، جاف، يمتدّ لثلاثين صفحة، لن يكون ذا فائدة كبيرة إذا لم يقرأ المتلقي أكثر من صفحة واحدة. في ما يلي بعض النصائح التي ينبغي عدم الإغفال عنها عندما تكتب تقريراً أو نشرةً خطية:
- في ما يتعلق بكل المواد الخطية، احرص على نقل أهم المعلومات في البداية. اسأل نفسك: إذا خصّص شخص ما دقيقةً واحدةً فقط لقراءة تقريرك، هل ستصله المعلومات الأهم في تلك الحالة؟ بالنسبة إلى التقارير الأطول، لا تنسَ تضمين خلاصة وافية في مطلع التقرير لإيجاز أبرز النتائج التي توصّلت إليها.
- استخدم القصص التوضيحية والبنية السردية التي تمّ التطرق إليها مسبقاً كلما أمكنك ذلك. فمن الأرجح أن يحافظ الأشخاص على تفاعلهم ويتابعون القراءة ما بعد الدقيقة الواحدة إذا كانوا منجذبين شخصياً أو عاطفياً إلى ما تكتبه. عوضاً عن افتتاح التقرير بالوقائع والأرقام، ركّز على القيم والمصالح أو المحصّلات الشخصية.
- حاول أن تكيّف النبرة المستخدمة، والمفردات، ورسالة المعلومات الخطية مع الجمهور. يجب أن يعكس المنتوج النهائي اللغة والنبرة التي يستخدمها جمهورك ويكون معتاداً عليها. إذا كنت تعدّ نشرةً صحفية، اكتبها كما لو أنك تكتب مقالاً في جريدة. وإذا كان أحد المدوّنين يستضيفك لنشر تدوينة إلكترونية على صفحته، فينبغي أن يعكس ذلك نبرة التدوينات الإلكترونية الأخرى وطابعها. أما إذا كنت تنوي كتابة تقرير موجّه نحو المجتمع الدولي، فحري بك تأطير معلوماتك ونتائجك ضمن سياق دولي.
أفضل الممارسات لكتابة نشرة صحفية
تُقرَأ النشرة الصحفية الحسنة الصياغة كقراءة مقال إخباري- أي مقال مكتوب لعكس الخبر الذي تريد نقله بالضبط والزاوية التي تريد اعتمادها. في هذا الإطار، بالإضافة إلى النصائح العامة المذكورة أعلاه في ما يتعلق بالمحتوى الخطي، يجب أن تعكس النشرات الصحفية ما يلي أيضاً:
- يجب أن يكون العنوان قصيراً ووجيزاً، وأن يعكس القصة أو النتائج التي توصّلتَ إليها بشكلٍ واضح، وأن يكون مؤطّراً كما تريده تماماً. فإذا قرأ صحفيّ أو أحد أفراد الجمهور هذا العنوان، يجب أن يستخلص منه أهم المعلومات دونما الحاجة إلى المضي قدماً في القراءة. مثلاً، ليس عنوان “مجموعة لمراقبة الانتخابات تنفّذ جدولة متوازية للأصوات” مناسباً لنشرة صحفية. أما عنوان “المجموعة تكشف مخالفات كبيرة في فترة ما قبل الانتخابات تشكّك بمصداقية الانتخابات”، فأفضل بكثير. ينقل هذا العنوان أهم المعلومات بشأن نتائج البحث بطريقة واضحة، عوضاً عن الطلب من الجمهور مواصلة القراءة حتى الوصول إلى المعلومات المهمة. (ومن غير الضروري أن ينطوي العنوان على أخبار سيئة لكي يُعتبر جديراً بالنشر. مثلاً، يُعتبر عنوان “المجموعة تجد نتائج الانتخابات ذات مصداقية” جديراً بالنشر وواضحاً، مع نقله أخباراً إيجابية في الوقت عينه.)
- يجب أن تكون جملك وفقراتك قصيرة. فهكذا يكتب الصحافيون الماهرون بشكل عام. فإذا رغب أيّ صحافي في أن يعدّ تقريره بناءً على نشرتك الصحفية، ستكون قد حققت مبتغاك.
- صغ اقتباسات جيدة، تستحق النشر. أنت تسعى، في أفضل الأحوال، إلى أن ينسخ الصحافي اقتباسك ويدرجه كما هو، ضمن مقال. صغ اقتباساً أو اثنين يكونان قصيرين وجديرين بالنشر، ومسندَين إلى شخصيات بارزة في منظمتك أو حركتك. (احرص دوماً على أن يوافق صاحب الاقتباس على هذا الاقتباس!) لعله من الأفضل تجزئة الاقتباس إلى جملتين أو ثلاث لمنح المراسل الصحفي ما يكفي من المرونة لتحديد مقدار الاقتباس الذي يريد إدراجه في مقاله. مثلاً، _قالت ماريا غارسيا، رئيسة مجموعة مراقبة الانتخابات الإسبانية: “يجدر بكل الإسبان أن يكونوا فخورين بكيفية تنظيم الانتخابات اليوم، وما اتّسمت به من مساءلة وشفافية وسلمية. لقد انتشر مراقبو الانتخابات في حوالى 200 مركز اقتراع حيث راقبوا كل شيء من افتتاح عملية الاقتراع وحتى فرز الأصوات، ولم يلاحظوا أي أدلة على انتشار المخالفات.”_يمكن للصحفي أن يختار أيّ جملة من هذا الاقتباس (أو الاقتباس كاملاً)، فكلها غنية بالمعلومات وتستحق النشر.
- يمكنك إدراج عدة اقتباسات من قادة مختلفين أو منظمات مختلفة. لكن احرص في هذه الحالة على أن تكون لكل اقتباس دلالة مختلفة من حيث النبرة والفحوى.
- استخدم جملةً أو جملتين من المفردات السائدة لإعطاء لمحة عن منظمتك في نهاية النشرة الصحفية. يجب كتابة هذه اللمحة لوصف عملك ومنظمتك تماماً كما تريد من المنظمات الإخبارية وصف عملك ومنظمتك.
- كما هي الحال بالنسبة إلى كل المواد المكتوبة، تأكّد من أنّ نشرتك الصحفية تحترم الرسالة المرجوة وأنها لا تناقض إطارك العام.
- ضمّن نشرتك الصحفية بريداً إلكترونياً أو رقماً يمكن أن يتّصل به الصحافيون للحصول على المزيد من المعلومات.
- صحيح أنّ وسائل الإعلام هي جمهورك الأساسي عند إصدار نشرة صحفية، لكن تبقى هناك أساليب قوية لنقل النتائج التي توصّلت إليها أو التعبير عن قضيتك للجمهور. إذا كنت تنوي وضع النشرة الصحفية على موقعك الإلكتروني، أرسلها بالبريد الإلكتروني إلى أعضاء منظمتك، أو انشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، مع الحرص على استخدام المفردات والنبرة التي ستفهمها وتقدّرها جماهيرك كافة.
- ميّز بين الإخطار الإعلامي، والبيان الصحفي، والنشرة الصحفية.
- الإخطار الإعلامي هو دعوة إلى أهل الصحافة لحضور حدث له أهمية إخبارية (كمؤتمر صحافي، أو نداء للصحافة، أو تظاهرة، أو فرصة لالتقاط الصور إلخ.). يجب أن يتضمّن هذا الإخطار تفاصيل واضحة حول مكان الحدث وزمانه، ومن سيكون مشاركاً، وما أهميته الإخبارية.
- البيان الصحفي هو اقتباس يمكن للصحفيين استخدامه في تحقيقاتهم. يكون أقصر بكثير من النشرة الصحفية، حيث يتضمّن جملةً أو جملتين عن السياق أو الحدث التمهيدي، يلي ذلك اقتباس ذو أهمية إخبارية، فجملة أو جملتين عن عمل المنظمة ومهمّـتها. (ملاحظة: البيان الصحفي ليس نفسه تقرير أو بيان المراقبة- راجع أدناه.)
- أخيراً، النشرة الصحفية هي الأطول بين هذه الأنواع الثلاثة من الوثائق الإعلامية. يجب أن تُكتب وكأنها تحقيق إخباري، وتؤطَّر بالطريقة نفسها التي تريد فيها من الإعلام أن يؤطّر عملك، أو قضيتك، أو النتائج التي توصّلت إليها. راجع الموارد الإضافية للاطلاع على نموذج عن النشرات الصحفية من منظمة “ YIAGA AFRICA “ في نيجيريا و”PACE “ في ميانمار.
- احرص على ترجمة موادك الصحفية إلى اللغة الإنجليزية بحيث تكون متوفّرة بسهولة لوسائل الإعلام الدولية.
أفضل الممارسات لكتابة بيانات المراقبة والتقارير الأخرى
بيان أو تقرير المراقبة هو وثيقة أطول (يمكن تلخيصها في نشرة صحفية و/أو بيان صحفي) لنقل النتائج والتوصيات المتأتية عن جهود المراقبة التي بذلتها منظمتك للجمهور. تنشر معظم منظمات مراقبة الانتخابات بيانات دورية حول أجواء ما قبل الانتخابات، فضلاً عن بيان أو بيانات حول أداء عمليات اليوم الانتخابي، فتقرير نهائي يوفّر تحليلاً شاملاً لكافة جوانب الانتخابات التي خضعت للمراقبة. تشكّل هذه الوثائق سجلاً خطياً مهماً يوثّق مسائل نزاهة الانتخابات التي ظهرت خلال دورة انتخابية معيّنة، كما تعرض النتائج التي توصّلت إليها مجموعتك بشأن أبرز النجاحات والفجوات التي واكبت العملية الانتخابية، مما يمكّن أصحاب المصلحة المعنيين بالانتخابات من وضع معايير مرجعية للانتخابات المقبلة وتحديد جداول زمنية واضحة لإجراء إصلاحات انتخابية. في هذا الإطار، بالإضافة إلى النصائح العامة المذكورة أعلاه في ما يتعلق بالمحتوى الخطي، يجب أن تعكس بيانات أو تقارير المراقبة ما يلي أيضاً:
- مع أنّ بيانات المراقبة تتضمّن مراجعةً معمّقة لنتائج المراقبة التي توصّلت إليها، تذكّر أنّ عناصر جمهورك ليسوا جميعاً خبراء في الشؤون الانتخابية. اعرض النتائج بشكل واضح، مع الحرص على شرح المصطلحات المتخصصة. مثلاً، لا تفترض أنّ القرّاء سيفهمون اسم الوسائل المتخصصة، أو المعدات، أو الوثائق التي قد تُستخدم خلال العملية الانتخابية.
- لا تنسَ صياغة موجز قصير عن استنتاجاتك، والنتائج الأساسية، والتوصيات ذات الأولوية؛ ويمكن لهذا الموجز أن يشكّل أساساً لمضمون أي نشرات صحفية قد تصدرها بشأن بيان المراقبة.
- فسّر منهجية المراقبة التي اعتمدتها لإبراز كيف تمّ نشر المراقبين وجمع المعلومات.
- أضف قسماً يتضمّن المزيد من المعلومات المفصّلة عن نتائجك وتحليلك. ويمكنك تجزيء ذلك، عند الإمكان، إلى أقسام فرعية لعرض نتائجك بشكل أفضل. على سبيل المثال، قد يتضمّن تقرير المراقبة الطويلة الأمد الأقسام الفرعية التالية: “تسجيل الناخبين”، و”المناسبات الخاصة بالحملات”، و”عملية تسمية المرشّحين.”
- أضف قسماً للتوصيات المحدّدة، والواقعية، والهادفة، والعملية المنحى.
- أشر، عند الاقتضاء، إلى الالتزامات والمعايير الدولية أو الإقليمية (مثل إعلان المبادئ العالمية لمراقبة حيادية الانتخابات من قبل المنظمات المدنية؛ والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والتعليق العام رقم 25، والميثاق الأفريقي بشأن الديمقراطية والانتخابات والحكم، ووثيقة كوبنهاغن المنبثقة عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا).
- حاول أن تعرض البيانات بطريقة مصوّرة وبشكل استراتيجي، مستعيناً بالجداول، والخرائط، والرسوم البيانية، والصور الفوتوغرافية، لا سيما إذا كنت تريد تسليط الضوء على نتيجة معيّنة توصّلت إليها، أو إذا كانت هذه الرسوم البيانية تسهّل من طريقة الفهم.
- تنبّه إلى النبرة المستخدمة في بياناتك واختيارك للكلمات. تجنّب المفردات أو الكلمات التحريضية التي قد تؤثّر على جمهورك بطريقة لم تكن تبتغيها.
- تماماً كما النشرات الصحفية، حاول دوماً أن تترجم التقارير إلى الإنجليزية لجذب جمهور دولي.
فضلاً عن ذلك، تأكّد من رسم توقعات منطقية لدى جمهورك مسبقاً في ما يتعلق بتوقيت إصدارك بيانات المراقبة، لا سيما تلك المتعلقة بيوم الانتخابات. فأنت بحاجة إلى تخصيص الوقت المناسب لجمع بيانات المراقبة كلها، وتنقيحها، وتحليلها. كذلك، عندما تكون على علم بأنك ستصدر بياناً خلال مدة زمنية قصيرة (مثلاً في يوم الانتخابات أو بعده مباشرةً)، فكّرفي أقسام البيان التي يمكن صياغتها مسبقاً (مثل قسم المنهجية)، وتابع مرحلة إعداد القيادة لتصميم البيان وموافقتها عليه قبل التاريخ المتّفق عليه لكي تتمكن من إضافة المحتوى أو النتائج بسرعة ما إن تتبلور بشكل نهائي. كما يمكنك أن تحضّر الرسوم البيانية لعرض البيانات مسبقاً.
المحتوى البصري
كثيرٌ من الأشخاص يتعلّمون بالرؤية، ويمكنهم أن يحفظوا المعلومات بشكل أفضل إذا عُرضت عليهم بطريقة بصرية أو بشكل رسم معيّن. كذلك، يمكن للرسوم البصرية أن تختصر الأفكار أو المواضيع المعقدة بطريقة يسهل فهمها من قبل الجميع. في ما يلي بعض النصائح لإعداد محتوى بصري يبقى عالقاً في الذاكرة:
- الصور الفوتوغرافية قد تكون طريقة قوية ومشحونة بالعواطف لترسيخ رسالتك. تركّز أفضل الصور الفوتوغرافية على الأشخاص والتفاصيل، لا على الأطر العامة أو الحشود. فإذا كنت تنوي استخدام التصوير الفوتوغرافي في موادّك الخاصة بالتواصل، يجب أن تعدّ خطةً واضحةً تحدّد من سيلتقط الصور، ومتى، ولماذا، وكيف سيُرسل إليك هذه الصور. كما يجب أن تتأكّد من أنّ الصور صحيحة- ومن الأفضل أن تستقي مصادرك من متطوعيك أو موظفيك أو أن يكون المصدر جديراً بالثقة. خذ إذن المصوّر قبل أن تستخدم صورته، لا سيما في الحالات الخطرة أو المشبوهة.
- تنبّه إلى تصميم صورك، وإنارتها، وخلفيتها. مثلاً، كونك تمثّل مجموعة مراقبة، فأنت على الأرجح تنظّم الكثير من التدريبات، وتملك ربما صوراً كثيرة متعلقة بالتدريب. لا تستخدم إلا الصور الأكثر إقناعاً، مع الحرص على تنوّع الأطر والمشاركين في الصور. تأكّد من أنّ المحتوى البصري المتوفّر على موقعك الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي يتضمّن صوراً غير صور التدريبات أيضاً.
- إذا كنت تملك الموارد اللازمة لاستخدام مصوّر محترف من أجل تصوير المناسبات المهمّة، فكّر في القيام بذلك فعلاً. يمكن استخدام صور المناسبات ذات الجودة العالية، أو صور التظاهرات، والمهرجانات، والتدريبات، أو غيرها من المناسبات المهمّة ضمن التقارير، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية، والمواد الخاصة بالمانحين، والمواد الدعائية، وغيرها كثير. إذا كنت لا تستطيع توظيف مصوّر محترف، ابحث عن متطوّع من بين أعضاء مجموعتك مستعدّ للتطوّع بوقته ومهاراته في التصوير. كما يُفضّل أن تستثمر في شراء كاميرا رقمية أعلى جودة من تلك التي يتضمّنها هاتفك الذكي (مع أنّ الهواتف الذكية الحديثة أصبحت مجهزة بكاميرا ذات جودة متزايدة).
- الرسوم البيانية والتوضيحية يمكنها اختصار المفاهيم أو البيانات المعقدة بصيغة سهلة الفهم، يمكن حفظها. عند إعداد الرسوم البيانية أو التوضيحية، لا تفرط في تعقيد الأمور أو تضف كلمات كثيرة. يجدر بالمنتوج النهائي أن يوصل كلامك بوضوح وإيجاز لأي شخص يتصفح شبكات التواصل الاجتماعي. للوصول إلى هذه الدرجة من البساطة والوضوح، فكّر في النقاط الثلاث أو الخمس التي تريد إيصالها فعلاً، ثم ابتكر مادةً بصرية واضحة واحدة وجملة واحدة لتفسير كل نقطة. أما إيصال أكثر من فكرة واحدة أو إحصاء واحد في رسم بياني واحد، فيجعل استيعاب المعلومات وحفظها عمليةً بالغة الصعوبة.
- إذا كان الأمر ممكناً، استعن بمصمّم طباعي لتصميم رسومك البيانية والتوضيحية. أما إذا كنت لا تستطيع تكبّد أتعابه، فتحقق مما إذا كان أحدهم ضمن أعضاء منظّمتك مستعداً للتطوع بوقته ومهاراته. فلا ريب في أنّ المصمّم المحترف سيساعدك على تجنّب الأخطاء الشائعة، كرسم بياني نهائي فوضوي، أو معقد جداً، أو يستخدم خطوطاً وألواناً متضاربة.
- الميمات البصرية وصور الجي. آي. إف. (GIF) قد تكون طريقة مسلية وتفاعلية للتواصل مع الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي. لكنها لن تنفعك إلا كانت ستساعدك فعلاً في إثبات وجهة نظرك، وإذا كنت تستخدمها بطريقة صادقة. فهل أسوأ من منظمة تحاول إقحام رسالتها في الميمات الرائجة؟ لن يتوانى الناس عن إخبارك عندما لا تنمّ محاولتك عن الصدق.
- الرسوم التفاعلية قد تساعد في اختصار الأفكار المعقدة وتحويلها إلى مفاهيم بسيطة وأقرب إلى الناس. ويمكنك، من خلالها، أن تعتمد على الفكاهة بكل سهولة للتفاعل مع جمهورك.
- كن خلاقاً بشأن الطرق الأخرى الممكن استخدامها لسرد قصتك بصرياً. لربما يستطيع أحد الرسامين أو الروائيين التصويريين أن يبتكر قصةً إيضاحيةً على طريقة القصص المصوّرة، أو قد يتمكّن أحد الفنانين من إعداد ملصقات لافتة بصرياً أو نشرات تقوم بتوزيعها.
المحتوى السمعي والبصري
قد يكون المحتوى السمعي والبصري طريقة رائعة لإبراز التحقيقات، ونقل المعلومات خلال فترة قصيرة، والتواصل مع جمهورك على المستوى العاطفي. في ما يلي بعض النصائح لإنتاح محتوى سمعي وبصري على قدر عال من الجودة:
- جودة الأفلام: ليس من قاعدة واحدة لا غير لضمان جودة شرائط الفيديو، لكن يجدر بالأفلام ذات النوعية الجيدة أن تعكس الرسالة الأكبر والمغزى الذي تحاول التعبير عنه. صحيحٌ أنّ صور الفيديو الذي تلتقطه داخل محطة الاقتراع عبر هاتفك الجوال، أو في خضم تظاهرة ما، قد تكون مشوّشة أو غير واضحة، لكنها تعكس إحساساً بالصدق والواقعية. أما إذا كنت تريد إنتاج فيديو لشرح خبراتك وتكريس احترافك، فيجب أن يكون مصوَّراً ببراعة ومنتجاً بشكل لافت لكي تتمكّن من إيصال فكرتك.
- المدة: ليس من قاعدة واحدة لا غير لتحديد مدة شرائط الفيديو. كما هي الحال بالنسبة إلى المضمون، احرص على إدراج المعلومات الأهم في بداية الفيديو. فنادراً ما يتابع الأشخاص المشاهدة لما يتعدّى الدقيقة الأولى، لا بل من غير المرجّح أن يشاهدوا أكثر من 10 ثوانٍ على وسائل التواصل الاجتماعي. أما البدء بمقدّمة للتعريف بالموضوع أو بالمتحدّث، فيشكّل هدراً لثوانٍ ثمينة لا تقوم فيها بنقل أبرز المعلومات. هذا من جهة، أما من جهة أخرى، فرغم ضرورة المحافظة على الإيجاز والدخول إلى صلب الموضوع بسرعة، يجب أيضاً تخصيص الوقت اللازم لإيصال معلوماتك، وقصتك، ووجهة نظرك بطريقة فعالة.
- الصوت: إذا كنت تنتج مقاطع صوتية لنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، أو الإذاعات، أو عبر البودكاست، احرص على أن يكون الصوت واضحاً وذا جودة عالية. يتسامح الأشخاص مع الصور الرديئة أكثر مما يتسامحون مع تسجيل صوتي رديء. إذا كنت تجري مقابلة، افعل ذلك في مكان هادئ، ويُفضّل أن تستعين بميكروفون ذي نوعية جيدة. أما إذا كنت تحاول إبراز الأصوات المحيطة أو جلبة الحشود، فتنبّه إلى المكان الذي توجّه نحوه الميكروفون، وماذا يقوم بتسجيله، لكي تحافظ على وضوح الصوت وجودته.
- إذا كنت تلتقط مقاطع بصرية أو سمعية عبر هاتفك، قرّب الميكروفون منك أكثر مما تفعل من الشخص الذي تصوّره أو تسجّله. من الأرجح أن يلتقط الميكروفون تعليماتك أو كلامك كونه أقرب إليك. لتسهيل عملية التنقيح أو التعديل لاحقاً، تجنّب التحدّث بينما يتحدث الشخص الآخر. اتركه يقول كل ما يريده من دون أن تقاطعه، ثم اطرح السؤال التالي، أو أعط التعليمات التالية ما إن ينتهي من الكلام.
- كتابة نص الحوار/ الترجمة: إذا كنت تنوي نشر مقطع الفيديو الخاص بك على وسائل التواصل الاجتماعي، احرص على أن يكون فحوى الكلام مكتوباً في أسفل الشاشة. فمعظم الأشخاص الذين يتصفحون فايسبوك أو إنستغرام يفعلون ذلك من دون تشغيل خدمة الصوت. فضلاً عن ذلك، إذا كان الأشخاص يتكلمون لغة أهل البلد، فكّر في ترجمة المضمون إلى الانجليزية، لا سيما إذا كان جمهورك هو المجتمع الدولي.
البث الحيّ بالفيديو
أصبح فايسبوك، وتويتر، وإنستاغرام، ويوتيوب، وبعض وسائل التواصل الاجتماعي الإقليمية تتيح لك اليوم البث الحي، وهي أداةٌ ذات نفوذ كبير. يتيح لك البث الحي، باختصار، أن تتحوّل أنت نفسك إلى محطة إرسال تلفزيونية، فتنتقي المحتوى وتشرف عليه، وتعرض الأحداث وهي تجري مباشرةً، من دون أي تعديلات. كما إنّ البث الحي مفيد للتعبير عن وجود حاجة ملحة و/أو التفاعل مع جمهورك. إنها أداة رائعة لبث الأحداث من الميدان مباشرةً، وقت حدوثها، أو لفتح باب الحوار مع مشاهديك. فضلاً عن ذلك، يمكنك أرشفة هذا البث الحيّ ونشره ليشاهده متابعوك في وقت لاحق. في ما يلي بعض النصائح لإنتاج بث حيّ تتوفّر فيه مقوّمات النجاح:
- الشؤون اللوجستية: تأكّد من أنّ عرض النطاق الترددي قوي، وبطاريتك مشحونة. فالبث الحي الناجح يعتمد على خدمة إنترنت قوية أو قدرة اتصال متينة، كما يستنزف الكثير من طاقة بطاريتك، لا سيما إذا كنت تستخدم هاتفاً جوالاً. خطط لما ستفعله إذا انقطعت خدمة الإنترنت قبل البث الحي أو خلاله.
- التواصل: أخبر المشاهدين أنك ستبثّ الأحداث بشكل مباشر. روّج لبثّك الحي مسبقاً لكي يعرف الأشخاص كيف يتابعونك ومتى. وفي الواقع، يتيح لك فايسبوك “حجز” وقت البث الحيّ، لكي تتمكّن من الترويج للرابط مسبقاً. إذا كنت تنوي تلقي أسئلة أو الإجابة عنها، اطلب من المشاهدين إرسال الأسئلة أو التعليقات قبل توقيت البث الحيّ.
- التكرار: واظب على تكرار نقاطك الأساسية. فسيسجّل جمهورك دخوله وخروجه تباعاً لفترات قصيرة. وسينضم أشخاص جدد بشكل مستمر. لذا، احرص على تكرار نقاطك الأساسية باستمرار، وعرف بنفسك وبهدفك مراراً وتكراراً أيضاً.
- ضع خطة: ليس البث الحي بعذر للارتجال. فكّر في الشخص الذي سيظهر معك خلال البث الحي وحضّره قدر الإمكان: ما هي المعلومات التي تريد إيصالها بشكل مؤكّد، ما هي الرسائل التي يجب التشديد عليها، ما هي الأسئلة التي ستطرحها إلخ.
- · الأدوات: تتيح لك بعض البرمجيات مثل “منصة OBS”إنتاج مقاطع بث حيّ متطوّرة نوعاً ما مجاناً أو مقابل مبلغ زهيد. يمكنك أن تبث على عدة منصات، وتضيف عناوين وتوضيحات أو رسوم في الثلث السفلي من الشاشة، أو غير ذلك من الرسوم البيانية، أو تعلق على بث حي آخر يحدث في الوقت عينه، وغير ذلك كثير.
حان دورك:منتجات التواصل
راجع أهدافك، وجماهيرك، ورسائلك. فكّر ملياً في طرق مختلفة لصياغة كل رسالة بطريقة تخلّف أفضل وقع على الجماهير التي تستهدفها وتساهم في تحقيق أهدافك.
كن خلاقاً بشأن منتجات التواصل التي تريد العمل عليها، وحدّد كيف يمكنك إعادة توظيفها للتواصل مع جماهير متعددة.
1 الجمهور المستهدف
2 الجمهور المستهدف
3 الجمهور المستهدف
4 الجمهور المستهدف