الصورة: NDI, Mikhail Velmakin

2. ما الذي تحاول إنجازه؟تحديد الأهداف والاستراتيجيات والتكتيكات

عندما تقطع شوطاً متقدّماً في موسم الانتخابات، ستصبح على الأرجح منهمكاً للغاية. لذا تجنّباً للارتباك، ولكي تحدّد أولوياتك وتختار ما يجب أن تخصّص له وقتاً، من الضروري أن تحدّد أهدافاً واضحة قبل بدء العمل بوقت طويل. خصّص وقتاً لتحديد أهداف ملموسة في الخطوات الأولى من عملية وضع خطة الاتصالات أو خطة الحملة، أي قبل انطلاق فترة الانتخابات أو الحملات، وأمّن موافقة فريقك وقيادتك على هذه الأهداف التي ستعملون عليها كمجموعة.

من خلال تحديد أهداف واضحة، ومرسومة بدقة، ستتمكّن من ترتيب أولويات المهام التي ستساعدك على الوصول إلى مبتغاك بشكل أفضل، وتجاهل تلك التي ستعرقل عملك. أما إذا انطلقت في عملك من دون أهداف واضحة، فلن تدرك، في نهاية المطاف، ما إذا كنتَ قد نجحت في مسعاك أم لا، ولا إذا كنت بحاجة إلى تغيير مسارك في منتصف الطريق أم الحفاظ عليه.

من الأرجح أن تكون قد عملت قبلاً على شكل من أشكال تحديد الأهداف لمنظمتك ككل. يمكن أن تكون أهداف الاتصال جزءاً من هدف أكبر للمنظمة، أو ربما تشكّل هدفاً مستقلاً بحدّ ذاتها. على سبيل المثال، قد يكون الهدف الأكبر لمنظمتك هو التحقّق من صحة قوائم الناخبين واستخدام النتائج للمطالبة بإجراء إصلاحات في عمليات تسجيل الناخبين. لتحقيق هذا الهدف، أنت بحاجة إلى وضع هدف آخر نصب عينيك يتعلق بالاتصال: يتمثّل هذا الهدف بنشر التوعية حول نتائج عملية مراجعة قوائم الناخبين بالتعاون مع وسائل الإعلام، والناشطين، والجمهور، سعياً إلى حشد ما يكفي من الدعم للتأثير على صناع القرار. يجدر بأهداف الاتصال أن تساعدك دوماً في إحراز تقدّم نحو تحقيق أهداف المنظمة الأوسع.

لعلّه من المجدي أيضاً أن تتأكّد من أنّ أهدافك تعالج التحديات التي تواجه منظمتك وبلدك. فإذا لم تكن قد قمت بعد بتحليل للمشهد العام، وتقييم للمخاطر التنظيمية، وتحليل لنقاط القوة والضعف والفرص والتحديات، بالنسبة إلى كلّ تهديد أو تحدٍّ يواجهك وبيئتك السياسية، فإنّها لفكرة سديدة أن تقوم بذلك قبل تحديد أهدافك. في الواقع، يكتسب تقييم المخاطر أهميةً كبيرةً خاصةً إذا كنت تعمل في بيئة مغلقة أو آيلة إلى الانغلاق. لكن احرص، بينما تحدد أهدافك، على مراعاة المخاطر التي قد تزداد نتيجة عملك (أو بيئتك السياسية المتغيّرة)، واتّخذ الخطوات اللازمة للتخفيف منها، أو تجنّبها، أو تقبّلها. تذكّر أنّ المخاطر قد تكون ذات طبيعة متنوّعة جداً (مادية، رقمية، عاطفية، قانونية إلخ.)، لذا احرص على التفكير بطريقة شمولية بينما تأخذها في الاعتبار. ولعلّ أحد المراجع العظيمة التي يمكنك العودة إليها للبدء بالتفكير في المخاطر الرقمية التي تحدق بك بشكل عام هو “مخطط الأمن” (Security Planner) الصادر عن “دجيغسو” (Jigsaw). أما من يعمل في منظمات تواجه مخاطر أكبر، في بيئات مغلقة أو آيلة إلى الانغلاق، فحريّ به أيضاً طلب المشورة من مدرّبين أمنيين أو مراجعي حسابات متخصصين.

NDI/Patjim Gashi: الصورة

حان دورك: تحديد أهداف الاتصالات

قم بتمرين لاستثارة الأفكار إما وحدك أو مع فريقك للتفكير في أشكال النجاح المحتملة. إليك بعض الأسئلة لمساعدتك على الانطلاق:

قد يكون تمرين استثارة الأفكار قد أسفر عن قائمة طويلة من الأمور التي تأمل إنجازها، لكن من الضروري أن تكون عملياً بشأن ما تستطيع تحقيقه على أرض الواقع، ضمن المهلة الزمنية المتاحة لك. حاول أن تحصر عدد أهدافك بين واحد وخمسة، على ضوء الوقت والقدرات المتوفرة لديك. لكن لمجرّد أنك حذفت بعض الأمور التي تأمل إنجازها من قائمتك، فهذا لا يعني أنك ستضطر إلى التخلي عنها للأبد، بل على العكس: بإمكانك دوماً أن تعود إليها في وقت لاحق.

الأهداف الذكية

عندما تكون الأهداف مبهمة، يصعب العمل من أجل تحقيقها أو معرفة متى تمّ إنجازها فعلاً. لذا، تجنّب الأهداف المبهمة أو العمومية من خلال جعلها محدّدة، وقابلة للقياس، وقابلة للتحقيق، وذات صلة، ومحددة المدة (أو ما يُعرف بالأهداف الذكية بحسب المصطلح باللغة الإنجليزية). فمن شأن تحديد أهداف ملموسة ومحددة أن يحافظ على تركيزك ويحول دون شعورك بالارتباك.

أهداف مبهمة أهداف ذكية
تعزيز مصداقيتنا سيُنظر إلينا كخبراء في مجال مراقبة الانتخابات، إذا ما نجحنا في إدراج اسمنا ضمن 25 تحقيقاً إعلامياً عن الانتخابات طيلة الفترة المؤدية إلى يوم الانتخابات، وإذا ما وجدنا مصدراً موثوقاً واحداً على الأقل يدعم نتائج بحثنا ويؤكد مصداقيتها.
نشر التوعية نشر التوعية من خلال إقناع 10 آلاف شخص بزيارة موقعنا الإلكتروني وبلوغ ما معدّله 100 ألف شخص عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بنا في الأسابيع الثلاثة قبل الانتخابات.
المطالبة بانتخابات أفضل الاستشهاد بالمنظمة أو الناطق باسمها 10 مرات في وسائل الإعلام وهي/هو تطالب/يطالب بإجراء إصلاحات انتخابية محددة.

عندما تحدّد الجانب الزمني لأهدافك، ستميّز بشكل أفضل بين الأهداف الطويلة والقصيرة المدى. لا يخفى عليك أنّ أي خطة اتصال تنطوي على أهداف طويلة وقصيرة المدى على السواء، ومن الضروري أن توضّح لفريقك وقادتك ماذا تأمل أن تحقق ومتى. على وجه الخصوص، يجب أن تحرص على العمل بجدّ من أجل تحقيق أهدافك الطويلة المدى حتى وأنت تعمل من أجل تحقيق الأهداف القصيرة المدى. في هذا الإطار، قد تفضّل تجزيء هدف طويل المدى إلى سلسلة من الأهداف القصيرة للتأكد من أنك تحرز تقدماً مطّرداً باتجاه تنفيذه.

حان دورك: أهداف ذكية من

عد إلى تمرين استثارة الأفكار الذي أجريته بشأن أشكال النجاح المحتملة. احصر عدد أهدافك ما بين هدف وخمسة، وأحلها إلى أهداف ذكية من خلال جعلها محدّدة، وقابلة للقياس، وقابلة للتحقيق، وذات صلة، ومحدّدة المدة.

الإشارة إلى أنّ استراتيجيات وتكتيكات الاتصال الخاصة بك ستنبع مباشرةً من أهدافك. فحاول ألا تتلهى بمهام لن تساعدك في تحقيق أهدافك في نهاية الأمر.

استراتيجيات وتكتيكات لتحقيق أهدافك

الاستراتيجية هي مقاربة يمكن أن تنتهجها لتحقيق أهدافك. أما التكتيكات، فهي الخطوات الفردية المتّخذة لتطبيق استراتيجيتك.

راجع أهدافك، وفكّر في كيفية تحقيقها. من الأرجح أن تكون هناك عدة طرائق لتحقيق أهدافك: بعضها قد يستغرق وقتاً، وبعضها قد يكون ذا كلفة عالية، وبعضها قد يكون صعباً أو محفوفاً بالمخاطر في بيئتك السياسية، في حين أنّ بعضها الآخر قد يعتمد على قليل من الحظ أو على وقوع حدث آخر أولاً. فاختر إذاً الاستراتيجيات التي يُرجّح أن تصل بك إلى تحقيق هدفك، مع الحفاظ على نظرة واقعية بشأن القيود التي ستصادفها، كالوقت، والمال، وعدد الموظفين، والبيئة الإعلامية، والمخاطر الرقمية والمادية، والقيود السياسية.

على سبيل المثال، إذا كان هدفك هو نشر التوعية من خلال جذب 10 آلاف زائر إلى موقعك الإلكتروني، فمن الطرق لتحقيق ذلك إطلاق حملة دعائية رقمية. لكن إذا كنت لا تملك المال الكافي لتسديد ثمن الإعلانات الرقمية، فلعلّ هذه ليست بالاستراتيجية الواقعية المناسبة لك. عوضاً عن ذلك، يمكنك اختيار زيادة حركة المرور الأساسية إلى موقعك، من خلال كتابة تدوينات إلكترونية يومية والطلب من متابعيك على وسائل التواصل الاجتماعي نشر هذه التدوينات. لكنّ هذه المقاربة تتطلّب تخصيص الموظفين لوقت أكبر بكثير، وتفاعلاً أكبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالمقارنة مع حملة الدعاية الرقمية. فإذا كنت تعتقد أنّ الدعاية الرقمية هي الطريقة الأمثل لتحقيق هذا الهدف، لكنك لا تستطيع تكبّد ثمنها، فمن أحد التكتيكات المحتملة جمع المال المطلوب لإدارة الحملة الدعائية.

لكن لا تنسَ أن تفكّر في المخاطر، لا سيما عندما تحدّد التكتيكات أو تطلق افتراضات بشأن مواردك. على سبيل المثال، إذا كانت أهدافك وتكتيكاتك تعتمد على وجود موقع إلكتروني يعمل كما يجب، ومن المحتمل جداً أن يقدم أحدهم على تعطيله أو تشويش عمله، فقد تدعو الحاجة إلى تحديد تكتيكات بديلة، أو تخصيص ما يكفي من الموظفين، والوقت، والموارد المالية لضمان أمن الموقع الإلكتروني.

لتوضيح ذلك، فلنتوسع في أحد الأمثلة المذكورة أعلاه عن الأهداف، من خلال تحديد الاستراتيجيات، والتكتيكات، والموارد.

نموذج عن هدف: نشر التوعية بشأن الجدولة المتوازية للأصوات وتعريفها، من خلال إقناع 10 آلاف شخص بزيارة موقعنا الإلكتروني وبلوغ ما معدّله 100 ألف شخص عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بنا في الأسابيع الثلاثة قبل الانتخابات.

الاستراتيجيات التكتيكات الموارد المطلوبة
الاستراتيجية 1: استخدام الدعاية الرقمية لزيادة حركة المرور على موقعك الإلكتروني والتواصل الاجتماعي. - جمع 10 آلاف دولار لميزانية الإعلانات.
- إجراء الأبحاث واختبار مصطلحات البحث ذات الصلة.
- تطبيق اختبار أ/ب (A/B test) على الإعلانات لتعزيز صلتها بالموضوع ونجاحها في أوساط الجماهير.
- الاتصال بفريق خدمة العميل والإعلانات في فايسبوك، وغوغل، و/أو تويتر بشكل استباقي، وطلب المساعدة منها لتحسين الحملة الدعائية وجعلها أكثر فعالية.
- 10 آلاف دولار
- 10 ساعات/أسبوعياً من الوقت الذي يجب أن يخصصه الموظفون
الاستراتيجية 2: الطلب من شخصية شهيرة أو ذات نفوذ نشر محتوانا على وسائل التواصل الاجتماعي وتوجيه الناس إلى زيارة الموقع الإلكتروني. - اختيار الشخصية الشهيرة أو ذات النفوذ الأخرى التي نعتقد أنها ستكون مهتمة بالعمل معنا والتي تتمتع بشعبية في أوساط الجماهير التي نحن بحاجة إلى التواصل معها.
- التواصل مع ذلك الشخص وفريقه.
- تزويده بالمحتوى والتعليمات حول كيفية توفير المساعدة بشكل مستمر.
- أسبوعان من وقت الموظفين لتحديد الشخصية الشهيرة أو شخص آخر ومعرفة كيفية التواصل معه.
- 3 ساعات/أسبوعياً من وقت الموظفين لإدارة هذه العلاقة والاستمرار بتزويدهم بمحتوىً محدّث لنشره.
الاستراتيجية 3: استخدام قائمة عناوين البريد الإلكتروني الخاصة بنا للتشجيع على التبادل الاجتماعي بين النظراء. - كتابة تدوينات إلكترونية مرّتين أسبوعياً ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.
- إنشاء رسوم بيانية وفيديوهات مناسبة لوسائل التواصل الاجتماعي، سيرغب الناس في نشرها. اعتماد النشر مرّةً يومياً.
- إرسال المحتوى الاجتماعي إلى قائمتنا والطلب من المتلقين نشر التدوينات ضمن شبكاتهم.
- ساعتان/يومياً من وقت الموظّفين لإنشاء المحتوى وإرسال بريد إلكتروني إلى قائمتنا.

حان دورك: تحديد الاستراتيجيات والتكتيكات والموارد

عد إلى الأهداف الذكية التي حدّدتها واستخدم الجدول أدناه (استناداً إلى المثال السابق) لملء الاستراتيجيات، والتكتيكات، والموارد التي ستكون بحاجة إليها لتحقيق أهدافك. قد تكتشف أنك بحاجة إلى إعادة تقييم بعض من أهدافك إذا كانت الاستراتيجيات، أو التكتيكات، أو الموارد غير واقعية. لا بأس في ذلك! عدّل أهدافك لتعكس ما تستطيع تحقيقه على أرض الواقع.

الهدف 1:

ما إن تحدّد أهدافك واستراتيجياتك وتكتيكاتك بشكل واضح، احرص على تأمين تفاهم وتوافق واسع ضمن المنظمة- من قبل القادة والموظفين على السواء. وبما أنّ مجلس إدارة المنظمة أو اللجنة التوجيهية قد لا يكونان مشاركين تماماً في العمليات اليومية، فسيكون لهما غالباً تصوّر مختلف لأهداف الاتصال الخاصة بالمجموعة، أو أولويات مختلفة. ومن المحتمل أن يتسبّب هذا الأمر بمشكلة كبيرة بالنسبة إلى الموظفين المعنيين بشؤون الاتصال، فيجد هؤلاء أنفسهم منجرفين نحو أكثر من اتجاه، ومضطرين لأداء أولويات متعددة في الوقت عينه، مما يجعل دورهم أقل فعالية بشكل عام. لذا، احرص على مراجعة الأهداف، والاستراتيجيات، والتكتيكات، ومناقشتها مع أي جهة ستقوم بتنفيذ العمل أو الإشراف عليه أو توزيع مهامه، لكي يكوّن الجميع فهماً مشتركاً لما يجب أن يحدث ولماذا.